أو أسوأ شيء يمكن حدوثه
بقلم ريموند ابراهيم*
إن من الواضح ان الصحفيين والمحليين الذين يستضيفونهم آخذين تدريجيا في الانقسام الى معسكرين حول الثورة المصرية: معسكر ينظر إليها باعتبارها تعبير رائع عن “قوة الشعب” الذي لو ترك وحده، فانه سيتوصل بشكل طبيعي إلى نوع ما من الديمقراطية التعددية، وآخر لا يرى إلا (الإخوان المسلمين)، بكلمات أخرى، يرى فقط السوء الناتج عن الثورة. هاتان الرؤيتان المتطرفتان بحاجة إلى التوازن. فالحقيقة هي، إنه واعتمادا على ما ستقوم به الولايات المتحدة، أو ما لن تقوم به، فان نتيجة هذه الثورة ستكون إما أفضل أو أسوأ شيء يمكن أن يحدث للشرق الأوسط في العصر الحديث.
بالنسبة للمبتدئين، فإن كون (الإخوان المسلمون) يشكلون تهديدا كبيرا، هذا امر لا شك فيه. إذا ما رحل مبارك و نشأ عن ذلك فراغ في السلطة، فإن الجماعة المعارضة ذات الموقع الأفضل لاستلام الحكم هي جماعة الإخوان المسلمون ـ وستكون هذه هي الحالة خصوصا فيما لم يحدث هناك تدخل خارجي لمنع ذلك.
من جهة أخرى، فان الغالبية من مئات الآلاف من المصريين الذين يتظاهرون ويموتون في شوارع مصر اليوم لا يفعلون ذلك لأنهم يريدون تطبيق القانون الشرعي حرفيا. بل بالأحرى، فإن هذه ثورة شعبية بالمعنى الحرفي، وتتضمن جميع قطاعات الشعب المصري، وليس الاسلامويون فقط. الهدف الوحيد المشترك لدى جميع المصريين هو رؤية مبارك يرحل ومن هنا كان الشعار العربي الموجود في كل مكان : ارحل أي أخرج.
لذلك، فبدلا من الافتراض ببساطة أن هذه الثورة ستؤدي إلى مصر ديمقراطية (وبالتالي فإنه يتوجب على الولايات المتحدة أن تقف جانبا)، أو الافتراض بازدراء أن هذه الثورة إنما هي بلا جدل ثورة اسلاموية ينبغي أن يتم سحقها (بدعم مبارك والاستبداد)، على الولايات المتحدة ببساطة أن تقوم بكل ما ينبغي القيام به لرؤية أن هذه الثورة، ستؤدي، في الواقع،إلى مجتمع علماني ومتعدد، الأمر الذي ، صدقوا أو لا ، سيرحب به الكثير من المصريين.
العلمانيون هناك. الآن هو الوقت لدعمهم. بدون تأييد الغرب (لهم) سيسيطر(الاخوان المسلمون) على مصر بسبب الغياب. وإذا ما حدث ذلك فان الشرق الأوسط سيهتز كما لم يحدث أبدا في العصر الحديث.