أثّر حزب الأخوان المسلمين بعمق على الحياة السياسية في الشرق الأوسط منذ تأسيسه في عام 1928. يقول شعار الحزب: “الله غايتنا. النبي قائدنا. القرآن قانوننا. الجهاد طريقنا. الموت في سبيل الله بغيتنا"[i]. وبينما شكّلت الأفكار المتطرفة للإخوان معتقدات أجيال من الإسلامويين، إلا أنها فقدت، خلال العقدين الأخيرين، بعضاً من قوتها وجاذبيتها في الشرق الأوسط، إذ حطمها القمع العنيف من قبل الأنظمة المحلية، وأهملتها الأجيال الجديدة من الإسلامويين الذين فضلوا عليها تنظيمات أكثر تطرفاً في الغالب.
بيد أن الشرق الأوسط هو جزء واحد من العالم الإسلامي. فقد غدت أوروبا مِفرخة للفكر الإسلامي والتطور السياسي. فمنذ الستينيات، انتقل أعضاء من حزب الأخوان المسلمين والمتعاطفين معهم إلى أوروبا وأسسوا ببطء ولكن بثبات شبكة واسعة وحسنة التنظيم من المساجد، والجمعيات الخيرية والمنظمات الإسلامية. وبخلاف المجتمع الإسلامي الكبير، قد لا تكون الغاية النهائية للإخوان المسلمين هي “مساعدة المسلمين لكي يحققوا أفضل مواطنة يقدرون عليها"، الأحرى أن غايتهم هي نشر الشريعة الإسلامية في أوروبا والولايات المتحدة[ii].
الحصيلة هي أربعة عقود من التعليم والتثقيف. الطلبة اللاجئون، الذين هاجروا من الشرق الأوسط قبل أربعين عاماً، وذريتهم يقودون الآن تنظيمات تمثل المجتمعات المسلمة المحلية في تعاملها مع النخبة السياسية الأوروبية. وتتلقى هذه التنظيمات تمويلاً سخياً من الخليج الفارسي، وتشرف على شبكة مركزية تغطي كل البلدان الأوروبية تقريباً. كما تقدم هذه التنظيمات نفسها بوصفها ممثلة للتيار السائد، رغم استمرارها في اعتناق الآراء المتطرفة للإخوان وإقامتها لصلات مع الإرهابيين. وعبر خطابها المعتدل والمنطوق بلغات ألمانية وهولندية وفرنسية سليمة، لاقت قبولاً عند الحكومات الأوروبية ووسائل الإعلام على حد سواء.
والسياسيون [في أوروبا] من كل الأطياف السياسية يندفعون إلى خطب ودها كلما ظهرت قضية تمس المسلمين أو، بشكل أكثر محدودية، عندما يسعون إلى الأصوات المتزايدة في المجتمع المسلم.
لكنها، عندما تتحدث بالعربية أو التركية إلى أتباعها من المسلمين، تنزع أقنعتها وتعتنق نزعة متطرفة. وبينما يتحدث ممثلوها على شاشة التلفاز عن الحوار المبني على الثقة المتبادلة والاندماج، تحض جوامعها على الكراهية وتحذر المُصلين من شرور المجتمع الغربي. وفي وقت تندد فيه بقتل المسافرين في مدريد وأطفال المدارس في روسيا، تستمر في جمع الأموال لحماس والتنظيمات الإرهابية الأخرى.
الأوروبيون متحمسون لإقامة حوار مع الأقلية المسلمة التي يزداد تذمرها، متغافلين عن هذه الازدواجية. وهذه الحالة مرئية في ألمانيا على وجه التحديد، حيث لها مكانة ذات أهمية أساسية في أوروبا، ليس بسبب موقعها الجغرافي في قلب أوروبا وحسب، بل لأنها استضافت أول موجة كبيرة من مهاجري الإخوان المسلمين أيضاً، كما أنها تستضيف التواجد الإخواني الأكثر تنظيماً. وردّ فعل الحكومة الألمانية منوِّر أيضاً إن أَظهر مخاطر القبول بخطاب الإخوان المسلمين بحسب قيمته الظاهرة، دون النظر إلى المدى الأوسع لنشاطاتهم.
الإخوان المسلمين
الوضع في ألمانيا على وجه الخصوص يفصح عن أن الإخوان المسلمين قد أحرزوا نفوذاً هاماً وقبولاً سياسياً، أكثر من أي مكان آخر في أوروبا. والتنظيمات الإسلاموية في البلدان الأوروبية الأخرى تقتدي الآن بشكل واع بنموذج نظيراتها الألمانية.
خلال الخمسينيات والستينيات غادر الآلاف من الطلاب المسلمين الشرق الأوسط للدراسة في الجامعات الألمانية، وليس ذلك بفعل جذب السمعة التقنية للمعاهد الألمانية وحسب، بل لرغبتهم في الفرار من الأنظمة القمعية. وكان النظام الحاكم في مصر، نظام جمال عبد الناصر، قاسياً بوجه خاص في محاولاته لاقتلاع المعارضة الإسلاموية. فبدءً بعام 1954، غادر مصر عدد من أعضاء تنظيم الأخوان المسلمين فراراً من الاعتقال أو الاغتيال. وقدمت لهم ألمانياً الغربية ملجأً. ببساطة، لم تكن دوافع بون غيرية. يشرح الخبير في شئون الإرهاب خالد دوران في دراساته حول الجهادوية في أوروبا[iii]، أن حكومة ألمانيا الغربية قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع البلدان التي اعترفت بألمانيا الشرقية. وعندما أقامت كل من مصر وسورية علاقات دبلوماسية مع الحكومة الشيوعية، قررت بون استضافة اللاجئين السياسيين المصريين والسوريين. وغالباً ما كان هؤلاء المنشقون إسلامويين. وكان العديد من أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين سلفاً على ألفة بألمانيا. فالعديد منهم كان قد تعاون مع النازيين قبلاً وأثناء الحرب العالمية الثانية[iv]. حتى أن البعض منهم، على ما يُشاع، حارب في فرقة Handschar البوسنية سيئة الصيت بقيادة Schutzstaffel[v].
سعيد رمضان هو أحد الرواد الأوائل للإخوان المسلمين في ألمانيا، وكان سكرتيراً شخصياً لمؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا[vi]. رمضان، المصري الذي قاد متطوعي الأخوان المسلمين في فلسطين 1948[vii]، رحل إلى جنيف في عام 1958 ودرس الحقوق فيها[viii]. وأسس في ألمانيا ما أصبحت واحدة من المنظمات الإسلامية الثلاث هناك، الجمعية الإسلامية في ألمانيا، التي ترأسها من 1958 إلى 1968[ix]. كما ساهم رمضان في تأسيس رابطة مسلمي العالم[x]، وهي منظمة تتلقى تمويلاً جيداً وتستخدمها المؤسسة السعودية في نشر تفسيرها المتطرف للإسلام في العالم. وكانت الحكومة الأمريكية قد راقبت عن كثب نشاطات رابطة مسلمي العالم، المتهمة بتمويل الإرهاب. ففي آذار 2002، داهمت قوة مهمات ترشدها وزارة الخزانة مكاتب الجماعة في فرجينيا الشمالية بحثاً عن ملفات تربط الجماعة بالقاعدة وحماس والجهاد الإسلامي الفلسطينية. وفي كانون الثاني 2004، طلبت لجنة التمويل في مجلس الشيوخ سجلات رابطة مسلمي العالم من جهاز الضرائب الداخلي “كجزء من تحقيق في صلات محتملة بين المنظمات غير الحكومية والشبكات الممولة للإرهاب"[xi]. هذه العلاقة التفضيلية مع المملكة الغنية بالنفط وضعت بين يدي رمضان نهراً من المال، استخدمه لتمويل المركز الإسلامي في جنيف ولتمويل عدداً من الأنشطة المالية والدينية.
هاني رمضان، ابن سعيد رمضان، يدير حالياً المركز الإسلامي. ومن بين أعضاء مجلس إدارته الآخرين ابن سعيد الآخر، طارق رمضان، الذي تصدر مؤخراً عناوين الصحف في الولايات المتحدة عندما سحبت وزارة الأمن الوطني تأشيرة دخوله إلى البلاد بغية التدريس في جامعة نوتردام[xii]. وحالة سعيد رمضان ليست فريدة[xiii]، بطبيعة الحال.
خلف رمضان في رئاسة جمعية المسلمين في ألمانيا مواطن باكستاني، فازل يازداني لفترة قصيرة قبل غالب حمت، وهو سوري يحمل الجنسية الإيطالية. وخلال إدارته الطويلة للجمعية 1973-2002، تنقل حمت بين إيطاليا والنمسا وألمانيا وسويسرا والولايات المتحدة[xiv]. وقد دققت أجهزة الاستخبارات من كل دول العالم طويلاً في صلات حمت الإرهابية. فهو أحد مؤسسي بنك التقوى، وهو تكتل قوي تسميه المخابرات الإيطالية: “بنك الإخوان المسلمين"، كان قد موّل جماعات إرهابية منذ أواسط التسعينيات إن لم يكن قبل ذلك[xv]. وساعد حمت يوسف ندى، أحد العقول المالية المدبرة للإخوان المسلمين، في إدارة بنك “التقوى” وشبكة من مقرات الشركات في مواقع مثل سويسرا وليشنشتاين والباهاماس، التي تفرض قوانين قليلة على مصادر الأموال ووجهاتها. ويشاع أن كل من حمت وندى قد مررا مبالغ ضخمة إلى جماعات مثل حماس وجبهة الإنقاذ الإسلامية الجزائرية[xvi] وفتحا خط ائتمان سري لكبار مساعدي أسامة بن لادن[xvii]. وفي تشرين الثاني 2001، صنّفت وزارة الخزانة الأمريكية كل من حمت وندى بوصفهما مموليّن للإرهاب[xviii]. وبحسب المخابرات الإيطالية، فإن شبكة التقوى موّلت بدورها عدداً من المراكز الإسلامية عبر أوروبا[xix] والعديد من المنشورات الإسلاموية، ومنها “رسالة الإخوان"[xx]، المجلة الرسمية للإخوان المسلمين. وبعد تصنيف وزارة الخزانة الأمريكية استقال حمت من رئاسة الجمعية الإسلامية في ألمانيا. فخلفه إبراهيم الزيات ذي 36 عاماً والمنحدر من أصول مصرية والشخصية الكاريزمية في قيادة عدد من المنظمات الطلابية.
تُوحي واقعة أن زعيمي الجمعية الإسلامية في ألمانيا، رمضان وحمت، هما من بين أكثر أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين نفوذاً خلال نصف القرن الأخير بوجود صلات بين الجمعية الإسلامية في ألمانيا والإخوان. والأدهى، أن تقارير صادرة عن وكالات الاستخبارات الداخلية في عدد من المقاطعات الألمانية تُطلق علناً وصف “فرع من الإخوان المسلمين” على الجمعية الإسلامية في ألمانيا[xxi]. وخصوصاً، تبعاً لأحد التقارير الاستخباراتية، أن الفرع المصري للإخوان المسلمين كان قد هيمن على الجمعية الإسلامية في ألمانيا منذ أيامها الأولى[xxii].
أشرف تنظيم الإخوان المسلمين، بقيادة رمضان وحمت[xxiii]، على بناء المركز الإسلامي المهيب في ميونخ في عام 1960[xxiv]، الذي يدعمه مانحون كبار من حكام الشرق الأوسط مثل الملك فهد، ملك العربية السعودية، الذي تبرع بمبلغ 80.000 مارك[xxv] بحسب مقالة Sueddeutsche Zeitung في عام 1967. وتؤكد وزارة الداخلية في نوردرهاين-ويستفولن أن المركز الإسلامي في ميونخ كان أحد مقرات الإخوان المسلمين الأوروبية منذ تأسيسه[xxvi]. وينشر المركز مجلة “الإسلام” التي يمول مساعيها بنك التقوى (بحسب ملفات المخابرات الإيطالية)[xxvii]. وعلى ما قاله وزير داخلية بادن فيوتيمبيرغ، تُظهر مجلة “الإسلام” بوضوح كيف أن الأخوان المسلمين الألمان يرفضون مفهوم الدولة العلمانية[xxviii]. ففي عددها الصادر في شباط 2002، على سبيل المثال، تؤكد، أن المسلمين لا يمكن أن يرتضوا، على المدى الطويل، قوانين الأسرة وقانون الملكية العقارية وقانون المحاكمات الألمانية....يجب أن يتوجه المسلمون إلى إجراء اتفاق بينهم وبين الدولة الألمانية من أجل سلطة قضائية منفصلة للمسلمين.
المركز الإسلامي في ميونخ هو أحد أهم الأعضاء في الجمعية الإسلامية في ألمانيا، التي تمثل الفرع الرئيس للإخوان المصريين في ألمانيا. إلا أن الجمعية هي أيضاً نموذج أساسي للطريقة التي أحرز المسلمون بها قوتهم في أوروبا. الجمعية تنامت بشكل لافت عبر السنين وتتعاون الآن مع عدد كبير من التنظيمات الإسلامية في البلاد. واندرج تحت مظلتها مراكز إسلامية من أكثر من ثلاثين مدينة ألمانية[xxix]. وتكمن القوة الحقيقية للجمعية اليوم في تنسيقها مع وإشرافها على عدد من المنظمات الشبابية والطلابية الإسلامية في ألمانيا.
وقد جاء التركيز على الشباب بعد وصول الزيات إلى رئاسة الجمعية. فقد أدرك أهمية التركيز على الجيل الثاني من المسلمين الألمان وأطلق حملات تجنيد لتنظيم المسلمين الشباب في المنظمات الإسلامية. إلا أن تقريراً لشرطة ميكينهايم عن الزيّات يكشف عن صلات تُنذر بشر. والسلطات الألمانية تقول علناً إنه عضو في تنظيم الإخوان المسلمين. كما تربطه بالمجلس العالمي للشباب المسلم، وهو منظمة سعودية غير حكومية تسعى إلى نشر الوهابية، التفسير السعودي المتطرف وغير المتسامح للإسلام، بأدبياتها ومدارسها عبر العالم[xxx]. وللمجلس العالمي للشباب المسلم، الذي يتظلل بغطاء رابطة مسلمي العالم، هدف ثابت في “تسليح الشباب المسلم بالثقة الكاملة في تفوق النظام الإسلامي على الأنظمة الأخرى”. وهو أكبر منظمة للشباب المسلمين في العالم وله أن يتباهى بموارد لا نظير لها[xxxi]. في العام 1991 أصدر المجلس كتاباً بعنوان: توجيهات إسلامية، جاء فيه “لنربِ أطفالنا على حب الانتقام من اليهود والطغاة، ولنعلمهم أن شبابنا سيحررون فلسطين والقدس عندما يعودون إلى الإسلام ويقومون بالجهاد في سبيل الله"[xxxii]. والعاطفة في كتاب “توجيهات إسلامية” هي القاعدة وليست الاستثناء. كما تغص منشورات المجلس الكثيرة بخطابات قوية معادية للسامية والمسيحية.
كما تربط شرطة ميكينهايم الزيات بالمعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، وهو معهد فرنسي يُعدُّ أئمة أوروبيين. وفيه يُلقي العديد من رجال الدين المتطرفين محاضراتهم، ويتهم عدد من الوكالات الاستخبارية المعهد بنشر الكراهية الدينية[xxxiii]. كما ألقت السلطات الألمانية الضوء على حقيقة أنه مشمول بعدد من التحقيقات في عمليات غسل الأموال[xxxiv]. لم يُتهم الزيات قط بنشاط إرهابي، بيد أن له تعاملات مالية مثيرة للشك ويقيم علاقات مع عدد من المنظمات التي تنشر الكراهية الدينية. ربما تكون الجمعية الإسلامية في ألمانيا قد غيّرت قيادتها بعد تصنيف وزارة الخزانة الأمريكية لحمت، لكنها لم تغيّر توجهاتها.
بينما اختار الفرع المصري للإخوان المسلمين من ميونخ قاعدة لعملياته في ألمانيا، فإن مقرات الفرع السوري تقع في آخن، وهي بلدة ألمانية قرب الحدود الهولندية. فالعاصمة السابقة للكارولنجيين، بجامعتها الشهيرة، هي الآن موطن لعدد كبير من السكان المسلمين بمن فيهم عائلة العطار السورية البارزة. وكان أول من انتقل إلى آخن من آل العطار هو عصام، الذي فرَّ من الاضطهاد في وطنه الأم في الخمسينيات عندما كان زعيماً للفرع السوري من الأخوان المسلمين. وسرعان ما تبعه أعضاء آخرون من الإخوان المسلمين. ومع الوقت، اتخذ إسلامويون من بلدان أخرى من مسجد العطار،مسجد بلال، في آخن قاعدة لعملياتهم[xxxv]. آخن معروفة جيداً لكل أجهزة المخابرات في العالم، فمن استضافة الإرهابيين الجزائريين المطرودين[xxxvi] إلى إدارة الأعمال الخيرية المصنفة من قبل وزارة الخزانة الأمريكية بوصفها جبهة مالية لحماس[xxxvii].
وقاعدة الأخوان المسلمين السوريين في آخن تقيم علاقات وثيقة مع نظيرتها المصرية. فعلى سبيل المثال، وتأكيداً لنزوع عائلات الإخوان المسلمين في عقد التحالفات عبر تبادل الزيجات، تزوّج ابن العطار من ابنة مصرفي التقوى يوسف ندى[xxxviii]. على أي حال، الصلات بين فرعي الإخوان المسلمين أكثر اتساعاً من مجرد مصاهرة واحدة. إذ يشاع أن المركز الإسلامي في آخن يتلقى تمويلاً من بنك التقوى[xxxix]. والموظفون يتناوبون بين المراكز الإسلامية في آخن وميونخ. وعلى سبيل المثال، جاء أحمد فون دينفر، وهو محرر مجلة “الإسلام” التي يصدرها مركز ميونخ الإسلامي، جاء من ميونخ إلى آخن[xl]. لكن، بقيت بينهما مسافة ما. فالإخوان المسلمون السوريون لم ينضموا قط إلى الجمعية الإسلامية في ألمانيا، وفضلوا على ذلك الاحتفاظ ببعض الاستقلالية.
رؤيا الملة
ما أثار أعظم شكوك السلطات الألمانية، من بين كل النشاطات المالية للزيات، هو تعاونه مع رسميين في “رؤيا الملّة”. ورؤيا الملة، التي تضم 30.000 عضو وربما يصل عدد المتعاطفين معها إلى 100.000[xli]، تدعي أنها تدافع عن حقوق السكان الأتراك المهاجرين في ألمانيا، بإعطائهم صوتاً في ميدان السياسة الديمقراطية وفي الوقت ذاته “تحافظ على هويتهم الإسلامية"[xlii]. بيد أن لرؤيا الملة أجندة أخرى. ففي وقت تعلن فيه على الملأ اهتمامها بالحوار الديمقراطي ورغبتها في رؤية المهاجرين الأتراك مندمجين في المجتمعات الأوروبية، عبّرَ بعض زعماء رؤيا الملة عن ازدرائهم للديمقراطية والقيم الغربية. نقلت وكالة المخابرات الداخلية في ألمانيا تحذيراً من نشاطات رؤيا الملة، واصفة الجماعة في تقاريرها السنوية بـ"منظمة من المتطرفين الأجانب"[xliii]. كما أوردت الوكالة في تقريرها أنه “رغم ادعاء رؤيا الملة في تصريحاتها العلنية دعمها للمبادئ الأساسية للديمقراطيات الغربية، فإن إلغاء نظام الحكم العلماني في تركيا وإنشاء دولة ونظام حكم إسلاميين، كما كان الحال سابقاً، هو من بين أهدافها"[xliv]. وتاريخ رؤيا الملة وحده يشير إلى السبب في وجوب اعتباره تنظيماً متطرفاً. فرئيس الوزراء التركي السابق، نجم الدين أربكان، الذي حُظر حزبه، حزب الرفاه، بقرار من المحكمة الدستورية التركية في كانون الثاني 1998 بسبب “نشاطات له ضد النظام العلماني في البلاد"[xlv]، مازال الزعيم الأوحد لرؤيا الملة، حتى مع وجود ابن أخيه محمد صبري أربكان في رئاسته. وكان اجتماع رؤيا الملة الأوروبي في 2002 قد انعقد في مدينة آرنهايم الهولندية، وفيه كان نجم الدين أربكان المتحدث الرئيس، حيث لمّح إلى أيديولوجيا رؤيا الملة. وبعد خطبة عنيفة ضد شرور الاندماج في السياسات الغربية والأمريكية، أعلن أربكان أنه “بعد سقوط جدار برلين، وجد الغرب في الإسلام عدواً"[xlvi]. ويكشف تقرير لوكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية الأهداف الحقيقية لرؤيا الملّة:
تشدد رؤيا الملة، بشكل متزايد في هذه الأوقات، على استعداد أعضاءها للاندماج في المجتمع الألماني وتؤكد دعمها للقوانين الأساسية، بيد أن أمثال هذه التصريحات تتأتى عن حسابات تكتيكية بأكثر مما تنبع من أي تغيّر داخلي في التنظيم[xlvii]. ورؤيا الملة يروج لأجندة شبيهة بأجندة الجمعية الإسلامية في ألمانيا، حتى إن كان هدفه أكثر محدودية. لكن، كل من رؤيا الملة والجمعية الإسلامية في ألمانيا يتعاونان في العديد من المبادرات. كما توجد بينهما روابط عائلية. فالزيات متزوج من صبيحه أربكان، أخت محمد صبري أربكان[xlviii]. وأم الشقيقان بدورها تعمل في السياسية وتدير منظمة نسوية إسلامية هامة في ألمانيا. وعائلة الزيات ناشطة أيضاً. فوالد إبراهيم الزيات يعمل إماماً لمسجد ماربورغ؛ ويعمل باقي أفراد عائلته في منظمات إسلامية. ويلاحظ أودو آلفكوتي، وهو أستاذ العلوم السياسية متخصص في مكافحة التجسس في جامعة لونبيرغ وخبير في الإرهاب الإسلامي، أن آل أربكان وآل الزيات يقودون شبكات من المنظمات الهادفة إلى نشر التطرف، في المجتمعات التركية والعربية في ألمانيا[xlix]. الجمعية الإسلامية في ألمانيا ومعها تنظيم رؤيا الملة ناشطان في مساعيهما لزيادة تأثيرهما السياسي ليصبحا الممثلين الرسميين للمجتمع المسلم في ألمانيا برمته. فإلى جانب ميزانيتيهما الممنوحتان بسخاء، تقدم مساجدهما خدمات اجتماعية، وتنظم مؤتمرات، وتوزع أدبهما القومي.
وكما يلاحظ مكتب حماية الدستور في هايسن[l] فإن: تهديد الإسلاموية لألمانيا يفرضه...بالدرجة الأولى تنظيم رؤيا الملة والجماعات الأخرى المرتبطة به. إذ تعمل على نشر وجهات نظر إسلاموية ضمن حدود القانون. ومن ثم تحاول إلزام...كل المسلمين في ألمانيا بتأويل محدد للقرآن والشريعة. ...يجب التعامل مع تأييدها العلني للتسامح والحرية الدينية بحذر[li]. ومما يمثل مشكلة أن السياسيين والأجهزة الأمنية في ألمانيا ينظرون إلى الجمعية الإسلامية ورؤيا الملة على نحوين مختلفين للغاية. لكن، وعلى ما كتبه آلفكوتي في كتابه “الحرب في شوارعنا” عن الزيات[lii] “إن السياسيين والأحزاب من مختلف المشارب يحاولون الوصول إليه"[liii]. فعلى سبيل المثال، دعتْ أكاديمية برلين الكاثوليكية الموقرة الزيات ليقدم وجهة نظر المسلمين في لقاء الأديان الذي نظمته الأكاديمية في تشرين الأول 2002[liv]. كما يربط سياسيون ألمان ومؤسسات مسيحية أنفسهم برؤيا الملة في مبادرات متنوعة. وقد أكدت ملي غازيت، الجريدة الرسمية الناطقة بلسان حال رؤيا الملة، ذات مرة أن “رؤيا الملة هي الترس الحامي لأخوتنا المواطنين من الذوبان في أوروبا البربرية"[lv]. ومع ذلك، يلتقي السياسيون الألمان مع ممثلي رؤيا الملة بشكل منتظم لمناقشة قضايا الهجرة والاندماج.
وواقعة أن شخصاً مثل أحمد الخليفة، الأمين العام للجمعية الإسلامية في ألمانيا، يمثل الإسلام أمام أعضاء البرلمان الذين يناقشون التسامح الديني[lvi]، تُظهر نجاح مساعي المنظمات المرتبطة بالإخوان في نيلها القبول ممثلةً للمسلمين الألمان. لقد وصف مكتب حماية الدستور هذه المساعي بشكل حسن، بقوله أن رؤيا الملة (والجمعية الإسلامية) “تجهد للهيمنة على منظمات ومتحدات المسلمين الإقليمية والقومية، التي تحوز أهمية متعاظمة كأطراف محاورة للدولة وكسلطات كهنوتية، ولتوسع، تالياً، نفوذها داخل المجتمع"[lvii].
المظلة الإسلاموية
في العام 1989، وتحت رعاية عبد الله التركي، العميد النافذ لجامعة بن سعود في الرياض، أنشأ السعوديون المجلس الإسلامي في ألمانيا. وقد عيّن التركي في منصب الرئاسة وغيره من المناصب الرئيسة كل من إبراهيم الزيّات وحسن زدغان، وهو مسئول كبير في رؤيا الملة، وأحمد خليفة، وهو أحد مدراء المركز الإسلامي في ميونخ[lviii]. وبينما يصف تقرير رسمي للبرلمان الألماني المجلس الإسلامي في ألمانيا على أنه مجرد “منظمة سنية أخرى"، فإن مثل هذا الادعاء يشير إلى سوء فهم فادح للعلاقة السعودية بالإسلامويين الألمان[lix].
هذا الميل إلى التوحد خطى خطوة نحو الأمام في عام 1994 عندما أدرك الإسلامويون الألمان أن تحالفاً موحداً سيُترجم إلى ترابط وتأثير سياسيين أكبر. فأنشأت تسع عشر منظمة، بما فيها الجمعية الإسلامية والمركز الإسلامي في ميونخ والمركز الإسلامي في آخن، منظمة شاملة، المجلس الإسلامي. وتبعاً لضابط استخبارات ألماني رفيع، فإن تسعاً على الأقل من هذه المنظمات التسع عشر تخص الإخوان المسلمين[lx]. وكانت الصحافة الألمانية قد أجرت مؤخراً تحقيقات عن رئيس المجلس، نديم إلياس، وهو طبيب سعودي ألماني الثقافة ومسئول في المركز الإسلامي في آخن. وقد ربطت صحيفة Die Welt إلياس بكريستيان غانزيرسكي، أحد أفراد القاعدة وقد اعتقل مؤخراً بوصفه العقل المدبر للهجوم على كنيس يهودي في تونس عام 2002[lxi]. وقد أخبر غانزيرسكي، وهو ألماني من أصول بولندية تحوّل إلى الإسلام، أخبر السلطات أن القاعدة جندته في الجامعة الإسلامية في المدينة حيث أرسله إلياس للدراسة[lxii]. وقد قال إلياس إنه لا يتذكر أنه التقاه لكنه لم ينكر إمكانية أن يكون غانزيرسكي، الذي لم يُتم دراسته الجامعية، أحد الأفراد العديدين الذين أرسلهم عبر السنين إلى مدارس متطرفة في العربية السعودية[lxiii]. وقد دفع مانحون سعوديون نفقات غانزيرسكي[lxiv]. ولم يكن غانزيرسكي وحيداً. فقد اعترف إلياس أنه أرسل المئات من المسلمين الألمان للدراسة في واحدة من أكثر الجامعات تطرفاً في العربية السعودية[lxv]. والمجلس، إذ يصور نفسه كمنظمة جامعة لمنظمات المسلمين في ألمانيا، كان قد أصبح، إلى جانب الجمعية الإسلامية ورؤيا الملة، ممثلاً بحكم الأمر الواقع لثلاثة ملايين مسلم ألماني. ورغم أن الجمعية الإسلامية عضو في المجلس، فإن المنظمتين تعملان على نحو مستقل في غالب الأحوال. واستقلالهما الظاهري هذا مدروس. إذ يقوم الإخوان المسلمين بخداع السياسيين الألمان الذين يعتقدون أنهم يستفتون طيفاً من الآراء، بوجود هذا العدد من المنظمات العاملة تحت أسماء مختلفة[lxvi]. فوسائل الإعلام تسعى إلى مسئولي المجلس عندما تريد أن تستطلع رأي المسلمين في أي شأن من الشئون، من النقاش حول الحجاب في المدارس العامة، إلى الحرب في العراق، وما سواهما. والسياسيون يسعون إلى الحصول على موافقة المجلس عندما يريدون الوصول إلى المجتمع المسلم.
والعديد من السياسيين الألمان غير مطلعين على الإسلام ولا يدركون أن وجهة نظر الإسلام وتأويله اللذان يعبر عنهما المجلس، وكما تعبر عنهما الجمعية الإسلامية ورؤيا الملة، إنما هي وجهة نظر وتأويل الإخوان المسلمين وليسا خاصين بالإسلام التقليدي. وتبعاً لذلك، يعبر المجلس عن معارضة كلية لأي حظر على الحجاب، ويدعم التعليم الإسلامي ذا المسحة الوهابية في المدارس، ويصادق على موقف متطرف حول الوضع في الشرق الأوسط[lxvii]. وبينما يُصادق الكثير من المسلمين على هذه الآراء، فإن المشكلة هي أن المجلس لا يُمثل ولا يتسامح مع الآراء المخالفة. إذ تفتقر جماعات المسلمين الألمان المعتدلة إلى تمويل وتنظيم الجماعات المرتبطة بالإخوان المسلمين. وبلغة الأرقام، فإن المجلس ومكوناه الأكثر أهمية، الجمعية الإسلامية ورؤيا الملة، يتسيدون مشهد التأثير على المجتمع المسلم، والمصداقية السياسية. فمع التمويل السعودي الوافر، تدبر الإخوان المسلمين أمرهم ليصبحوا صوت المسلمين في ألمانيا.
مؤخراً، شعر الجمهور الألماني بالصدمة لسماعه الوعظ الذي يُقدم في المساجد والمدارس الممولة من السعودية. ففي خريف عام 2003، سرّبت كاميرا خفية، نصبها صحفي من تلفزيون ARD الألماني، من أكاديمية الملك فهد، التي بنتها السعودية في بون، وسجلت ما يتعلمه الأطفال المسلمين الصغار. إذ دعا أحد المعلمين إلى الجهاد ضد الكُفار[lxviii]. وبينما استدعت الصور توبيخاً من السياسيين الألمان، فإن النقاش العقيم حول التأثير السعودي على المسلمين الألمان لم يؤدِ إلى تغيّر ملموس. فقد استمر الرسميون السعوديون والمنظمات غير الحكومية التي يديرها سعوديون في رعاية منظمات الإخوان المسلمين.
ألمانيا أولاً، ومن بعدها أوروبا
بينما عمل الإخوان المسلمون وممولوهم السعوديون على توطيد النفوذ الإسلاموي في المجتمع المسلم في ألمانيا، فإنهم لم يقيدوا تسربهم إلى ألمانيا. ونتيجةً للتمويل الأجنبي السخي، والمنظمات الموسوسة، وسذاجة النُخب الأوروبية، حققت المنظمات المرتبطة بالإخوان المسلمين مواقع بارزة في أوروبا. ففي فرنسا، أصبح اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا منظمة بارزة في المجلس الإسلامي التابع للحكومة[lxix]. وفي إيطاليا، اتحاد التجمعات والمنظمات الإسلامية في إيطاليا هو الشريك الرئيس للحكومة في الحوار فيما يخص القضايا الإسلامية في إيطاليا[lxx]. وكلا الاتحادان منظمة متطرفة.
وبالتوازي مع مساعي الاتحاد الأوروبي إلى الاندماج، يسعى الإخوان المسلمون أيضاً إلى توحيد وكلائهم المتعددين في أوروبا. فقد أنشأ الأخوان المسلمون خلال الأعوام الخمس عشر السابقة سلسلة من المنظمات في كل أوروبا، مثل فيدرالية المنظمات الإسلامية في أوروبا، حيث يمكن لممثلين من المنظمات القومية أن يلتقوا ويخططوا لمبادراتهم[lxxi]. وربما كان أكبر ارتباط لتنظيم الإخوان المسلمين عبر أوروبا كلها هو ارتباطهم مع منظمتهم الشبابية، كما مع الجمعية الإسلامية في ألمانيا. ففي حزيران 1996، ضمّتْ منظمات شبابية من السويد وفرنسا وإنكلترا قواها إلى فيدرالية المنظمات الإسلامية في أوروبا والمجلس العالمي للشباب المسلم لإنشاء منظمة شبابية أوروبية مسلمة[lxxii]. وبعد ثلاثة أشهر من ذلك، اجتمع خمس وثلاثون ممثلاً من أحد عشر بلداً في لايسستر وأطلقوا رسمياً منتدى المنظمات الشبابية والطلابية الأوروبية المسلمة، ومقره في بروكسل.[lxxiii]
وتبعاً للمنشورات الرسمية الصادرة عن منتدى المنظمات الشبابية والطلابية، فإن المنتدى هو “شبكة تتألف من 42 منظمة وطنية ودولية تجمع الشباب من أكثر من 26 بلداً مختلفاً”. وقد أكد المنتدى في عام 2003 بفخر أنه أصبح خلال الأعوام الأربعة المنصرمة صوت الأمر الواقع للشباب المسلمين في أوروبا. والمنتدى يتشاور بشكل منتظم حول القضايا التي تخص المسلمين في أوروبا. كما طوّر صلات مفيدة له مع: البرلمان الأوروبي، ومجلس أوروبا، والأمم المتحدة، ومنتدى الشباب الأوروبي، بالإضافة إلى عدد كبير من المنظمات غير الحكومية ذات الصلة على المستوى الأوروبي[lxxiv]. وإبراهيم الزيات، الذي شغل منصب الرئاسة إلى أن أجبره تورطه في ألمانيا على التخلي عن منصبه، استخدم منبر المنتدى ليخاطب البرلمان الأوروبي[lxxv]. ولأن تنظيم الإخوان المسلمين يقدم الجسم البشري للمنظمات المكوِّنة للمنتدى، فهو يقدم “صوت الأمر الواقع للشباب المسلم في أوروبا”. وبينما يدعي المنتدى أنه “مشتبك في محاربة الغبن على الصعد كافة، بحيث يكون مستقبل أوروبا مستقبل متعدد الثقافات وشامل ولائق"[lxxvi]، فإن مثل هذه التصريحات تغدو خاوية بالنظر إلى موقف المشرفين عليه مثل المجلس العالمي للشباب المسلم الذي يعتقد أن “اليهود أعداء الإيمان والله والملائكة؛ فاليهود أعداء الإنسانية"[lxxvii].
لقد ساهم التمويل الوافر والمنظمات الكثيرة في نجاح الإخوان المسلمين في أوروبا. إلا أن قبولهم في التيار السائد من المجتمع وصعود نفوذهم دون تحدٍ ما كان ليكون ممكناً لو أن النخب الأوروبية كانت أكثر تيقظاً، وأعطت للأمور الجوهرية قيمة أكبر من الخطابة، وفهمت دوافع أولئك الذين يمولون ويبنون هذه المنظمات الإسلامية. فلِمَ كان الأوروبيون سُذج إلى هذا الحد؟ يعتقد بسام طيبي، وهو أستاذ ألماني من أصول سورية وخبير في الإسلام في أوروبا، أن الأوروبيين-والألمان تحديداً-يخشون أن يُتهموا بالعنصرية[lxxviii]. فالمتطرفون وقد استعاروا مسوح الحملان تعلموا أن بإمكانهم إسكات الجميع تقريباً عبر اتهامهم برُهاب الأجانب. فأي نقد يوجه إلى المنظمات المرتبطة بتنظيم الإخوان المسلمين يستتبع احتجاجات عنيفة على العنصرية والتحامل على المسلمين. والصحفيون الذين لا يهابون رافعي الدعاوى هؤلاء يُغرقون في بحر لا قاع له من المحاكمات القضائية الفاشلة، لكن باهظة التكاليف.
وفي بعض الحالات، يفشل السياسيون ببساطة في التحقق من خلفيات أولئك الذين يدعون أنهم ممثلون شرعيون للمجتمع المسلم. وهذا ما يحدث في الولايات المتحدة، حيث يكون مَنْ يصفون أنفسهم بممثلي المجتمع المسلم أكثر تطرفاً من الناس الذين يمثلونهم. وفي حالات أخرى، يدرك السياسيون أن هذه المنظمات ليست النظير المثالي في حوار بنّاء إلا أنهم لا يصرفون وقتاً في البحث عن منظمات أقل حضوراً ولكن أكثر اعتدالاً، التي يوجد العديد منها على مستوى القواعد وحسب، تعيقها قيود التمويل.
فما تفشل في فهمه غالبية السياسيين الأوروبيين هو أنهم باجتماعهم مع المنظمات المتطرفة، إنما يمكنونها ويسلمون بشرعية الإخوان المسلمين. وثمة مصادقة ضمنية على أي لقاء معهم، خصوصاً عندما يتجاهل هؤلاء السياسيون ذاتهم أصواتاً أكثر اعتدالاً ليس لها منافذ إلى التمويل السعودي السخي. وهذا ما يخلق دائرة مستديمة من التطرف، ذلك أنه كلما زادت شرعية تنظيم الإخوان المسلمين، كلما تعاظمت فرصته وفرصة جماعاته الوكيلة في التأثير على المجتمعات المسلمة الأوروبية المتنوعة ودفعها إلى التطرف. والمفارقة الأساسية هي أن مؤسس تنظيم الإخوان المسلمين حسن البنا كان يحلم بنشر الإسلاموية في مصر والعالم
لورينزو فيدينو Lorenzo Vidino: نائب مدير Investigative Project، والمشروع عبارة عن معهد أبحاث لمناهضة الإرهاب ويقع في واشنطن.
2) شيكاغو تريبيون – 19 أيلول 2004. أنظر أيضاً Daniel Pipes، “الولايات الإسلامية في أمريكا؟"، مجلة FrontPageMagazine 23 أيلول 2004.
3) خالد دوران: “الجاهدية في أوروبا” مجلة Counterterrorism and Security Internationalخريف 2000 – ص 5-12.
4) Richard Labeviere: دولارات من أجل الإرهاب، The U.S. and Islam (نيويورك، آلغورا للنشر، 2000) ص 141.
5) Georges Lepre: “فيلق هملر البوسني” The Waffen SS Handschar Division 1943-1945. " تاريخ Schiffer في الملاحة الجوية"، كانون ثاني 2000، ص 4-31.
6) م. هـ. فاروقي: “الإخوان المسلمون – السياسة الربانية، الصلاة أمام السلطة د. سعيد رمضان، 1926-1995" تاريخ المركز الإسلامي، المركز الإسلامي في جنيف.
7) نفس المصدر السابق.
8) نفس المصدر السابق.
9) Prasidenten der IGD,” Islamische Gemeinschaft in Deutschland website, accessed – 22 أيلول 2004.
10) م. هـ. فاروقي: “الإخوان المسلمون” تاريخ المركز الإسلامي.
11) “أعضاء مجلس الشيوخ يطلبون معلومات ضريبية حول الجمعيات الخيرية الإسلامية للتقصي”. تصريح صحفي للخارجية الأمريكية – 14 كانون ثاني 2004.
12) فؤاد عجمي: “طارق رمضان"، وول ستريت جورنال – 7 أيلول 2004.
13) Labeviere: دولارات من أجل الإرهاب – ص 122.
14) الملف الرسمي لأحمد نصر الدين، المخابرات الإيطالية SISDE(ملف نصر الدين)، 6 نيسان 1996 – ص 10.
15) نفس المصدر السابق.
16) نفس المصدر السابق.
17) نيوزويك 12 أيار 2004.
18) " أفعال OFAC الأخيرة"، وزارة الخزانة الأمريكية، مكتب الرقابة على الأصول الأجنبية – 7 تشرين أول 2001.
19) ملف نصر الدين، ص 31.
20) نفس المصدر السابق.
21) موقعIslamische Gemeinschaft in Deutschland” Innenministerium, Nordrhein-Westfalen land، تاريخ الدخول: 22 أيلول 2004.
22) نفس المصدر السابق.
23) الدليل الرسمي إلى جامع ميونيخ (ميونيخ: المركز الإسلامي في رو، 351 – كولونيا، ميونيخ). اشتراه المؤلف في شباط 2004.
24) Islamische Gemeinschaft in Deutschland,” Innenministerium, Nordrhein-Westfalen land.
25) Sueddeutsche Zeitung – ميونيخ، 29- 30 تموز 1967.
26) Islamische Gemeinschaft in Deutschland,” Innenministerium, Nordrhein-Westfalen land
27) ملف نصر الدين، ص 31.
28) تقرير حول الإسلام المتطرف، Baden Württenberg state Verfassungsschutzbericht، 2003 – ص 48.
29) موقع Koordination mit Zentren in folgenden Stنdten,” Islamische Gemeinschaft in Deutschland. 22 أيلول 2004.
30) تقرير حول ابراهيم الزيات، شرطة كولونيا – 27 آب 203 – ص 3.
31) David Kane، عميل FBI الخاص، شهادة محلفة حول “الإعلان الإضافي الداعم للاعتقال قبل المحاكمة” الولايات المتحدة الأمريكية. أنظر سليمان البحيري، المحكمة الإقليمية لولاية فرجينيا الشرقية. وتحتوي الشهادة أيضاً تفصيلات حول علاقات WAMY مع المنظمة الفلسطينية الإرهابية “حماس”.
32) نفس المصدر السابق.
33) وول ستريت جورنال، 15 نيسان 2003.
34) تقرير حول ابراهيم الزيات، 27 آب 2003 – ص 4.
35) خالد دوران: " الجاهدية في أوروبا” – ص 5-12.
36) Klaus Gruenewald: دفاعاً عن الدستور الألماني، فصلية الشرق الأوسط، آذار 1995، ص 10.
37) أنظر مؤسسة الأقصى: تقاريرOFAC الأخيرة” وزارة الخزانة الأمريكية، مكتب الرقابة على الأصول الأجنبية – 7 تشرين أول 2001.
38) ملف نصر الدين، ص 9.
39) نفس المصدر السابق.
40) دوران: “الجهادية في أوروبا” الصفحات 5-12.
41) موقع Islamische Gemeinschaft Milli Gorus,” Innenministerium, Nordrhein-Westfalen land – تاريخ الدخول: 22 أيلول 2004.
42) التقرير السنوي لمكتب حماية الدستور (Bundesverfassungsschutz)، 2000 – كولونيا، ص 174.
43) التقرير السنوي لمكتب حماية الدستور (Bundesverfassungsschutz)، 1999 – كولونيا، ص 165.
44) نفس المصدر السابق.
45) وكالة فرانس برس – 16 كانون ثاني 1998.
46) Mehmetـlger, “Manifestatie Milli Gِrüş in Arnhem,” De Humanist, July 2003.
47) التقرير السنوي (Bundesverfassungsschutz)، 2000 – كولونيا، ص 198.
48) Udo Ulfkotte, Der Krieg in unseren Staedten (فرانكفورت: Eichborn للنشر) 2003، ص 3-23.
49) مقابلة الكاتب مع Udo Ulfkotte في فرانكفورت، شباط 2004.
50) تمتلك كل ولاية ضمن النظام الاتحادي الألماني مكتبها الخاص بحماية الدستور (Landesverfassungsschutz) الذي يعتبر مستقلاً عن ال Bundessverfassungsschutz القومي.
51) “Islamismus,” Landesamt fur Verfassungsschutz, Hessen.
52) Eichborn للنشر، فرانكفورت، 2003.
53) Ulfkotte, Der Krieg in unseren Staedten، ص 38.
54) “المسيحية والإسلام"، الجمعية الألمانية لعلماء الاجتماع المسلمين، 26 تشرين أول 2002.
55) معاداة السامية عبر العالم، 1998-1999 (تل أبيب: معهد ستيفن روث، جامعة تل أبيب، 2000).
56) Ulfkotte, Der Krieg in unseren Staedten، ص 38.
57) التقرير السنوي (Bundesverfassungsschutz) عام 2000، ص 174.
58) Ulfkotte, Der Krieg in unseren Staedten، ص 162.
59) نفس المصدر السابق.
60) Hartwig Mueller، رئيس Verfassungsschutz of Nordrhein Westfahlen – مقابلة على التلفزيون الألماني، 21 آذار 2003.
61) Die Welt (برلين)، 6 أيار 2003.
62) Michael Waller، شهادة أمام اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، اللجنة الفرعية حول الإرهاب والتكنولوجيا والأمن القومي. 14 تشرين أول 2003.
63) وول ستريت جورنال، 21 شباط 2003.
64) Die Welt (برلين)، 6 أيار 2003.
65) نفس المصدر السابق.
66) مقابلة مع المؤلف في Ulfkotte، فرانكفورت – شباط 2004.
67) نفس المصدر السابق.
68) Time، 2 تشرين ثاني 2003.
69) نفس المصدر السابق، 27 نيسان 2003.
70) Renzo Guolo, Xenofobi e Xenofili. Gli Italiani e l’Islam (Bari: Laterza Publishing، 2003 – ص 14.
71) “المجتمع الدولي"، MABOnline – الجمعية الإسلامية في بريطانيا – 20 كانون أول 2004.
72) بروشور “ندوة الشباب والمنظمات الطلابية المسلمة في أوروبا” مرسل للمؤلف من قبل ممثل FEMYSO، كانون ثاني 2004.
73) نفس المصدر السابق.
74) نفس المصدر السابق.
75) “الإسلام في أوروبا أم إسلام أوروبا"، برنامج المؤتمر – البرلمان الأوروبي، 11 كانون أول 2002.
76) بروشور FEMYSO.
77) “العداء تجاه اليهود"، موسوعة مصغرة حول الأديان والطوائف المعاصرة (WAMY) ترجمه عن العربية Steven Emerson من الFBI – تصريح أمام اللجنة القومية حول الهجمات الإرهابية ضد الولايات المتحدة – 9 تموز 2003؛ Kane: الإعلان الإضافي حول دعم الاعتقال قبل المحاكمة”.
78) بسام طيبي": Islamische Zuwanderung, Die gescheiterte Integration (ميونيخ: DVA، 2002)، ص 135.