هل يمكن الوثوق بإيران؟

Original Article: Can Iran Be Trusted?

هذا الإصدار هو الأول من سلسلة من النصوص التحليلية التي تتناول استحقاقات شرق أوسطية رئيسة. يفتتح مايكل روبن، الباحث في المؤسسة الأميركية للأبحاث السياسية، هذه السلسلة التي سوف تتوفر نصوصها باللغتين العربية والإنكليزية.

لم يعد السجال حول البرنامج النووي الإيراني في الصدارة من جدول اهتمامات البيت الأبيض فقط، بل في الصدارة أيضاً من اهتمامات المجتمع الدولي قاطبة. وإذ ترك البيت الأبيض، بداية، لكل من برلين ولندن وباريس، مهمة التفاوض مع طهران، فلقد كان، في الحادي والثلاثين من أيار/مايو الماضي، أن بادرت وزيرة الخارجية الأميركية إلى اقتراح تدخل أميركي أكثر مباشرة، وإلى اقتراح محفظة من الحوافز في حال وافقت طهران على تعليق تخصيب اليورانيوم. ولكن، إذ يدعو صناع القرار إلى تقديم الدبلوماسية في العلاقة مع طهران فقلة قليلة فقط تُسائل المقاربةَ والمفهومَ الإيرانيين للدبلوماسية وتضعهما تحت المجهر.

على غير هدى من خطة واضحة المعالم، تمضي الجهود الدبلوماسية قدماً في محاولاتها تبديد المخاوف التي يثيرها برنامج إيران النووي. أهل الحل والعقد من الرسميين يسعون، في معظمهم، إلى تفادي المواجهة العسكرية. كذلك، فبعد إعلان إيران رفضها وقف التخصيب، سارعت كل من باريس وموسكو إلى حث واشنطن على الإمساك عن التصعيد [1]. هذا في حين يتفق رأي الثقات من المحللين الأميركيين على أن كلفة أي عمل عسكري يستهدف إيران سوف ستكون باهظة؛ فالنظام الإيراني آيل إلى مضاعفة رعايته الإرهاب، والقوات الأميركية العاملة في العراق يمكن أن تصبح هدفاً لهجمات الميليشيات الموالية لطهران، أما على مستوى عامة الإيرانيين فمن شأن أي عمل عسكري يستهدف بلدهم أن يرص صفوفهم تحت عناوين وطنية، وأخيراً لا آخراً فإن استهداف المنشآت النووية الإيرانية من شأنه أن يؤخر جهود الجمهورية الإسلامية النووية لا أن يضع حداً نهائياً لها.

هو كذلك ولكن هل يمكن الجهود الدبلوماسية أن تحول بين الجمهورية الإسلامية وبين امتلاك السلاح النووي؟ تقوم الدبلوماسية على الثقة المتبادلة بين الأطراف المعنية بأن كل طرف سوف يحترم تعهداته؛ وفي هذا المجال فإن أقل ما يقال عن سجل إيران الدبلوماسي أنه لا يوحي بالثقة. فمن سنوات الثورة الأولى إلى يومنا هذا، مروراً بأوج الفترة الإصلاحية، أبدت القيادة الإيرانية، على الدوام، عن نفور سافر من الالتزام بالقواعد الدبلوماسية ولم تتورع عن الاستهانة بالاتفاقات وخرقها.

احتلال السفارة الأميركية في طهران

لقد بات مستسهلاً في أيامنا هذه مؤاخذة الولايات المتحدة الأميركية على وهن علاقاتها بإيران، ولكن الكثيرين ممن يرددون هذا الاتهام يتناسون أن الولايات المتحدة كانت مزمعة خلال الأشهر الأولى التي تلت الثورة على إعادة العلاقات الديبلوماسية مع إيران. ففي الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 1979 عقد في الجزائر لقاء بين إبراهيم يزدي، وزير الخارجية الإيراني، وبين زبيغنيو بريزنسكي، مستشار الرئيس جيمي كارتر لشؤون الأمن القومي، خصص للبحث في استئناف العلاقات بين البلدين. ولكن ما هي إلا ثلاثة أيام على هذا اللقاء، وفي رد فعل عليه، حتى قام طلاب إيرانيون “سائرون على خط الإمام (آية الله روح الله خميني)” بمهاجمة السفارة الأميركية في طهران وباحتجاز 52 دبلوماسياً رهائن. في اليوم التالي على عملية الاحتجاز هذه باركها آية الله خميني ومحضها تأييداً رناناً. حتى وارن كريستوفر، نائب وزير الخارجية إذاك والمعدود بين الحمائم في الموقف من إيران، اعتبر عملية الاحتجاز انتهاكاً فاضحاً لمعاهدة فيينا الخاصة بالعلاقات الدبلوماسية (1961) ومعاهدة فيينا الخاصة بالعلاقات القنصلية (1963) [2].

حاول الرسميون الأميركيون معالجة الأمر بهدوء وروية. وفي السادس من تشرين الثاني/نوفمبر 1979 سرب مسؤولون في مجلس الأمن القومي إلى صحيفة الواشنطن بوست ما مفاده أن “لا تغيير في الوضع القائم ــ لا عمل عسكرياً، لا تحريك لقوات، لا لجوء إلى خطط الطوارئ” [3]. لسوء الحظ، لم تفلح الجهود الرامية إلى منح الدبلوماسية حظها في تسوية الأزمة الناشبة. فبعد أيام قليلة على عملية الاحتجاز قام نجل خميني، بمعية علي خامنئي، مرشد الثورة الحالي، بزيارة السفارة مؤكدين بذلك على الاستهانة الرسمية بالمعاهدات الدولية[4.

من هنا السؤال: هل يستقيم اليوم، بعد ربع قرن من الزمن، الاستمرار في اعتماد دبلوماسية الرفق وما تستتبعه من سياسات في حين تقيم الدبلوماسية الإيرانية على حالها؟ في أية حال لا بأس من التذكير بأنه في حين لا تكف القيادة الإيرانية عن المطالبة باعتذارات عن اعتداءات، منها الحقيقي ومنها الوهمي[5]، لحقت بإيران وبالشعب الإيراني، فهي تستمر، في الوقت نفسه، في المرافعة عن صوابية عملية احتجاز الرهائن، مؤكدة بذلك موقف طهران المستهين بالأعراف الدبلوماسية. ولا يقف الأمر بطهران عند هذا الحد... فالمقر السابق للسفارة الأميركية في طهران، بشهادة صور التقطت مطلع هذا العام، مأهول اليوم بدمىً ذات هيئات بشرية ألبست أزياء عسكرية أميركية تظللها يافطات خطت عليها عبارات لمرشد الثورة خامنئي تحيي إحباط مؤامرات الاستكبار، في حين رفعت على بعض أشجار مقر السفارة السابق يافطات أخرى تحض على “الموت لأميركا”.

وعود في خبر كان...

غداة عملية احتجاز الرهائن تبنت إدارة الرئيس ريغان مقاربة براغماتية في العلاقة مع إيران. وإذ يستعاد في أيامنا هذه ملف الصفقة الأميركية/الإيرانية التي حاولت إدارة ريغان، من خلالها، الالتفاف على قرار الكونغرس بعدم دعم المقاومة النيكارغوية وتخليص الرهائن الأميركيين، ــ إذ يستعاد هذا الملف فإن التأكيد، من وجهة نظر دبلوماسية على ازدواجية الساسة الإيرانيين، والكثير منهم ما يزال في السلطة، لا يقل أهمية عن لاقانونية المحاولة التي قامت بها إدارة ريغان. فبعد أسبوع على الزيارة السرية التي قام بها في العام 1986 مستشار الأمن القومي روبرت ماكفارلين إلى إيران، عمد مهدي هاشمي، صهر خليفة الخميني المسمى حسين علي منتظري، بتسريب معلوماتٍ عن الاتفاق في منشوراتٍ وزعت في جامعة طهران. وبعد ستة أشهر قام منتظري، أو لربما بعض مساعديه المقربين، ـ تتضارب الأقوال في هذا الشأن ـ بتسريب معلومات أخرى عن اجتماعات ماكفارلين في أسبوعية الشراع[6] اللبنانية الموالية (آنذاك) لسوريا. وفي الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1986، في الذكرى السنوية السابعة على عملية السفارة، حرص الرئيس الإيراني السابق، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، على التأكيد، أمام ملأ من الصحافة الدولية[7]، حصول تلك الاجتماعات. بصرف النظر عن الحكمة، أو عدمها، من وراء قرار إدارة ريغان السعي إلى مبادلة الرهائن بالأسلحة فإن هذه العملية مثلت محاولةً جديةً وخطيرةً وسريةً في آن معاً للتواصل مع الحكومة الإيرانية. لقد وثقت السلطات الأميركية بوعد الإيرانيين لزوم الصمت ولكن المسؤولين الإيرانيين، مهما تكن الأسباب التي دعتهم إلى ذلك، لم يلتزموا بالوعد الذي قطعوه.

القواعد “الرشدية”

فصل آخر يبين بوضوح مدى استهتار النظام الإيراني بالوعود التي يقطعها. ففي الرابع من شباط/ فبراير 1989 أفتى خميني بإهدار دم سلمان رشدي. ثم كان قبل أربعة أشهر من وفاة خميني أن دعا علي خامنئي، رئيس الجمهورية آنذاك، سلمان رشدي إلى الاعتذار لقاء إبطال الفتوى القاضية بإهدار دمه. اعتذر سلمان رشدي ولكن الحكومة الإيرانية، على الرغم من ذلك، لم تبطل الفتوى[8] لا بل إن غلاة الملالي رأوا في اعتذار سلمان رشدي اعترافاً صريحاً بذنبه.
لا مفاجأة قط في الإخلاف الإيراني الصريح؛ كل المفاجأة، أو ما يفترض به أن يفاجئ، هو تخلية الحكومات الغربية بينها وبين السقوط في شراك الكذب وإخلاف الوعود الإيرانيين. في الرابع والعشرين من أيلول/سبتمبر 1978 أعلنت الحكومة الإيرانية بأنها لن تبادر إلى إيذاء رشدي استجابة للشرط الذي وضعه وزير الخارجية البريطاني لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين[9]، ولكن في الرابع عشر من شباط/فبراير 1979 عاد بعض المسؤولين الأمنيين الإيرانيين إلى التأكيد على نيتهم إنزال عقوبة الموت بسلمان رشدي[10]، وفي التاسع عشر من أيار/مايو 1999، بعد يوم واحد على الاتفاق بين لندن وطهران على استئناف تبادل السفراء، بثت إذاعة الجمهورية الإسلامية تعليقاً نعتت فيه رشدي بالمرتد، واصفة إيقاع حد القتل فيه بالشرعي. وحتى يومنا هذا ما يزال ملف رشدي حاضراً على جدول الأعمال الإيراني... ففي الثاني عشر من شباط/فبراير 2005 أصدر الحرس الثوري الإيراني بياناً توعد فيه بأن “إنزال العقاب بسلمان رشدي على ما أساءه إلى القرآن وإلى الرسول آتٍ يوماً ما لا محالة"11]].

تجارة الغش

هذا غير أن الإخلاف بالوعود الدبلوماسية والنكث بها يبلغ أشده عندما يتعلق الأمر بوعود قطعت في سياق صفقات يرتجى تحقيق أرباح ومكاسب تجارية من ورائها. ففي الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر 1996 وعد محمود فائزي، نائب رئيس الحكومة الإيراني، بالمساعدة على كشف مصير رون أراد، الطيار الإسرائيلي الذي فقد في لبنان في العام 1982 والذي يشتبه بأن احتجازه كان على يد إحدى المجموعات الموالية لإيران. يومذاك صرح أحد أعضاء الوفد المرافق لفائزي بأن مصير رون أراد “مسألة إنسانية لا مسألة سياسية"[12] ولكن، ما إن توصل الجانبان الإيراني والفرنسي إلى اتفاق تشتري إيران بموجبه عشر طائرات ايرباص وتستثمر خمسمئة مليون دولار في قطاع الاتصالات الفضائية، وأن تقوم شركة توتال بتطوير بعض حقول النفط في إيران، حتى انقلب وزير الخارجية الإيراني على ما سبق أن جرى الإعلان عنه من نية المساعدة على جلاء مصير أراد[13]. كذلك يبدو واضحاً أن تصريحات فائزي لم تهدف إلا إلى تعبيد الطريق أمام الصفقة تلك. هذه الحادثة تبين أن تقديم الحوافز إلى الإيرانيين لا يساهم في الدفع بهم على طريق حل الأزمات المزمنة وإنما يأتي بنتائج عكسية.

لقد بين النظام الإيراني أيضاً أنه لا يتردد عن استرهان التزاماته وتعهداته للإيديولوجيا الرسمية التي ينادي بها. ففي الثامن من أيار/مايو 2004 عمد حرس الثورة الإيرانيون إلى نشر مدرعاتهم على مدرجات مطار الإمام خميني الدولي الجديد للحيلولة دون استعمال الكونسورتيوم التركي النمساوي TAV لهذه المدرجات[14]. لم يفلح تذكير إيران بالتزاماتها الدبلوماسية والتجارية في تغيير الوضع، واستمر المطار شبه مغلق حتى أواخر العام التالي. أخيراً، في الثالث من آذار/مارس 2005 صرح وزير النقل الإيراني محمد رحمتي بأن “مصير المطار ومصير الـ TAV باتا منفصلين"[15]. ما معناه أن حرس الثورة ربح الجولة. ومما كان أيضاً في أواخر ذلك العام أن نجحت وزارة المخابرات الإيرانية، بمؤازرة فريق من البرلمانيين المحافظين، في تعطيل عقد بقيمة 3 مليارات دولار مع شركة الاتصالات الخلوية التركية توركسيل لأن سلوك هذه الشركة، بحسب هؤلاء، لا ينم عن معاداة كافية لإسرائيل[16].

مقول القول من وراء هذه الأمثلة هو أن هذه الأجهزة العسكرية والأمنية هي من يتحكم بملفات التسلح الإيراني وبالملف النووي، لا الدبلوماسيون الإيرانيون. وعلى افتراض أن الدبلوماسيين الايرانيين صادقون، فليس بالضرورة أنهم مطلعون كل الاطلاع على ما يفعله زملاؤهم في الحرس الثوري، ولا أنهم يملكون التفاوض باسم هؤلاء ونيابة عنهم.

أفغانستان والعراق... الطلاق بين القول والفعل

قد يعمد الدبلوماسيون، كل الدبلوماسيين، إلى شيء من التضليل والمخادعة تحسيناً لصورة البلد الذي يفترض بهم تمثيله والدفاع عن مصالحه؛ ولكن الفارق بين عامة الدبلوماسيين وبين زملائهم الإيرانيين هو أن هؤلاء لا يترددون عن اختلاق الوقائع وتزويرها. وخير مصداق على ذلك أفغانستان والعراق. فرغم الوعود المتكررة بالتعاون وبعدم التدخل، فإن المسؤولين الإيرانيين لم يألوا جهداً في زعزعة الاستقرار في كلٍ من هذين البلدين.

غالباً ما يشار الى أفغانستان على أنها نموذجٌ ناجح للتعاون بين الولايات المتحدة وإيران. ورغم إطراء الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان على “الدعم الكبير"[17] الذي تقدمه إيران لأفغانستان، ورغم أن مسؤولاً سابقاً في مجلس الأمن القومي أفاض في مديح التعاون الإيراني/الأميركي حول الملف الأفغاني[18]، فإن واقع الحال ليس كذلك تماماً... فرئيس مجلس النواب السابق، علي أكبر ناطق نوري، وممثل خامنئي للشؤون الأفغانية، حسين إبراهيمي، لم يترددا عن دعوة رجال الدين الأفغان إلى التصدي لخطط الولايات المتحدة في أفغانستان وعلى إحباط أهدافها ومشاريعها هناك[19]. وفي الثامن من آذار/مارس 2002 اعترضت السلطات الأفغانية 12 عميلاً وناشطاً إيرانياً كانوا يعملون على تشجيع بعض القيادات الأفغانية على تنظيم مقاومة مسلحة[20]. كذلك، فأقل ما يمكن أن يقال هو أن التأكيدات الإيرانية بعدم التدخل باطلة.

على الرغم من ذلك سعى المسؤولون الأميركيون والبريطانيون، عشية عملية تحرير العراق، إلى الحصول على تعهد إيراني بعدم التدخل في العراق وهذا ما حصل عليه وزير الخارجية البريطاني جاك سترو من نظيره الإيراني كمال خرازي. والوعد الذي قطعه هذا الأخير بعدم التدخل عاد وكرره محمد جواد ظريف، سفير إيران لدى الأمم المتحدة، لزلماي خليل زاده، موفد الرئيس بوش الشخصي إلى العراقيين الأحرار آنذاك. ولكن كلام الليل يمحوه النهار، وهذه الوعود الدبلوماسية لم تكن، في واقع الحال، سوى باب من أبواب التمويه. فما إن أطيح بنظام صدام حسين، حتى عمد حرس الثورة، بمباركةٍ من مرشد الجمهورية، إلى إدخال ألفي مقاتل وعدد من أفراد فيلق القدس، مجهزين بالعتاد ووسائل الاتصال والأموال وأدوات الدعاية[21]. وسيان أكان خرازي وظريف على بينة أم على غير بينة من رياء الوعود التي قطعوها. فإن كانا على بينة، فمعنى ذلك أنهما كذبا؛ وإن لم يكونا على بينة فالوعود التي قطعاها هي حجة على أنهما ليسا جزءاً من دائرة صناعة القرار، وأنهما، بالتالي، ليسا بمفاوضين يمكن الاطمئنان إلى تعهداتهما. وإن ثبت أنهما كانا شريكين في الكذب، ففي ذلك أبلغ برهان على مدى التهور الذي ينطوي عليه الركون إلى الاتفاقات الدبلوماسية مع طهران. ولم يمض وقت طويل حتى أقر البيت الأبيض بما تثيره من قلق لديه عمليات تسلل عناصر إيرانية إلى العراق[22] وهو ما أكدته الوقائع حيث إن قوات التحالف كانت قد قبضت، بحلول تشرين الأول/أكتوبر 2003 على ما يزيد على مئة إيراني في العراق[23]).

مرة جديدة، كرر وزير الخارجية الإيراني الوعد إياه. ففي [23] تشرين الثاني/نوفمبر 2003 نقلت وكالة الأنباء الإيرانية أن خرازي وعد جلال الطالباني، زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني والرئيس الحالي، بأن إيران لن تتدخل في الشؤون العراقية. على علم وبينة من النشاطات الإيرانية في العراق، لقد كذب خرازي، هذه المرة على الأقل، صراحة... بعد فترة وجيزة على تصريحات خرازي هذه نقل علي نوري زاده، المحلل الإيراني المقيم في لندن، القريب، على ما يُشتهر عنه، من الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي ومن جماعة “الإصلاحيين” ــ نقل معلوماتٍ عن النشاط المتزايد للمخابرات الإيرانية ولفيلق القدس على امتداد العراق[24]. وبعدها بأسبوع نقل علي نوري زاده معلوماتٍ عن قيام حرس الثورة بدعم ميليشيات مقتدى الصدر[25]، هذا في حين كان كبير الدبلوماسيين الإيرانيين في بغداد، المنتمي هو نفسه إلى فيلق القدس، يؤكد على أن إيران لن تقبل بأي عملٍ من شأنه زعزعة الاستقرار في العراق26]. بعد أربعة أشهر على ذلك قامت قوات الأمن العراقية بإلقاء القبض على ثلاثين إيرانياً كانوا يقاتلون في صفوف ميليشيات الصدر[27]. أما أحمد جنتي أمين عام مجلس الحرس، فلم يتأخر عن كيل المديح لمقاومة مقتدى الصدر: “عليّ أن أشكر، وأن أثمن عالياً، أولئك الذين يقاومون الذئاب المتعطشة للدم”. هذا ما قاله جنتي خلال إحدى خطب الجمعة([28]. وعلى ذمة المسؤولين الأميركيين في العراق، فإن الازدواجية في السلوك الإيراني، حتى يومنا هذا، ماضية على قدم وساق[29).

ماذا إن امتلكت إيران السلاح النووي؟

ما كان للمرء أن يتوقف عند سجل الخداع والمكر الإيرانيين لولا أنه اليوم يتعلق بالأمن القومي الأميركي. فامتلاك إيران للسلاح النووي يمثل تبديلاً جذرياً في ميزان القوى الاستراتيجي. كثيراً ما يردد المسؤولون الإيرانيون بأن مشروعهم النووي هو لأغراض سلمية. ولكن كيف يسع المرء أن يجمع بين سلمية المشروع المزعومة وبين تصريحات عدد من المسؤولين الإيرانيين؟ في السابع والعشرين من آب/أغسطس 2006 صرح كاظم جلالي مقرر لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني: “لا أحد في إيران يدافع عن فكرة إنتاج قنابل ذرية أو استعمال التكنولوجيا النووية لأغراض غير سلمية"[30]. أقل ما يقال أن هذا التصريح يفتقد إلى المصداقية بشهادة التصريحات المضادة المنسوبة إلى عدد من منظري النظام والمطلعين على دخائله.

ففي 14 كانون الأول/ديسمبر 2001 صرح رفسنجاني، الرجل الثاني في إيران بلا منازع: “إن إلقاء قنبلة نووية على إسرائيل يدمرها بالكامل في حين أن إلقاء قنبلة نووية على العالم الإسلامي لن يزيد على أن يلحق به أضراراً فقط. إن هذا السيناريو ليس بالمستبعد"[31]، أما صحيفة إيران امروز فنقلت عن آية الله محمد باقر خرازي، أمين عام حزب الله إيران، قوله، في خطابٍ ألقاه في 14 شباط/ فبراير 2005: “إننا قادرون على إنتاج قنابل ذرية ولسوف نفعل. علينا ألا نخشى أحداً. إن الولايات المتحدة ليست أكثر من كلب عوّاء"[32].

وفي 29 أيار/مايو 2005 أعلن حجة الإسلام غلام رضا حسني الممثل الشخصي لمرشد الثورة في إقليم غرب أذربيجان أن امتلاك السلاح النووي هو إحدى أولوليات إيران “علينا أن ننتج القنبلة الذرية إنفاذاً للأمر الإلهي المنصوص عنه في القرآن بأن “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوکم"[33]. أما قلة شعبية حسني في العديد من الأوساط الإيرانية فلا تغير من الأمر شيئاً. فبوصفه من أقرب المقربين إلى القائد مرشد الثورة، يمكن القول باطمئنان إن ما يقوله هو يعكس إلى حد بعيد ما يجول في خاطر القائد. في شباط/فبراير 2006 نقل موقع روز الإلكتروني القريب من تيار الإصلاحيين حديثاً منسوباً إلى الفقيه القمي محسن شرفيان القريب من آية الله محمد تقي مصباح يزدي، أحد أعتى عتاة منظري الجمهورية الإسلامية، مفاده أنه “من الطبيعي” أن تمتلك الجمهورية الإسلامية السلاح النووي[34].

إن عدم الوثوق بالنيات الإيرانية لا يستند فقط إلى تصريحات المسؤولين والقادة الإيرانيين، ولكن أيضاً إلى السلوكات والأفعال الإيرانية. ففي كانون الأول/ديسمبر 2002 أثبتت صور التقطتها الأقمار الصناعية أن إيران تعمل على بناء منشأة تخصيب، لم تصرح عنها، في ناتنز على نحو 130 ميلاً جنوب طهران ومصنعاً للمياه الثقيلة في خنداب على نحو 32 ميلاً إلى الجنوب الشرقي من أراك[35].

وفي شباط/فبراير 2003 أرسلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية فريقاً من المفتشين للتوثق من التصريحات الإيرانية الزاعمة بأن “النشاطات النووية للجمهورية الإسلامية شفافة وصريحة وسلمية"[36]. لم يأت حساب الحقل الإيراني مطابقاً لحساب البيدر الدولي. فالتقرير الذي أعده فريق المفتشين بين بوضوح حجم التلاعب الإيراني: فعلى ذمة التقرير المذكور كانت إيران، حتى إذاك، قد أنجزت بناء 164 محولاً وكانت تعمل على بناء 1000 إضافي، وقد خططت لبناء منشآت تؤوي 50 ألفاً. إلى ذلك بينت جولة التفتيش تلك أن إيران لم تبلغ عن استيراد نحو طن من اليورانيوم من الصين وعاد المفتشون بلا أجوبة مقنعة من طرف وكالة الطاقة الإيرانية عن اختفاء كمية من اليورانيوم المخصب[37].

وإذ أثبت التقرير من شيء فبطلان الادعاءات الإيرانية القائلة بأن البرنامج النووي الإيراني محلي محض وذو أغراض سلمية. فمما جاء في تقرير الوكالة الدولية:"إن دور اليورانيوم المعدني في المشروع الإيراني المصرح عنه والرامي إلى إنتاج الطاقة النووية ما يزال غير واضح المعالم، باعتبار أن لا مفاعلات المياه الخفيفة التي تمتلكها إيران ولا مفاعلات المياه الثقيلة التي تنوي بناءها تتطلب لتشغيلها اليورانيوم المعدني"[38].

بعد أن دهم مفتشو الوكالة الدولية إيران بالجرم المشهود، أخذ المسؤولون الإيرانيون يغيرون من وصفهم لبرنامجهم النووي وكانت الخطوة الأولى في هذا السياق تخليهم عن الزعم بأن البرنامج محلي بالكامل ذلك أنهم ألقوا بلائمة ما عثر عليه مفتشو الوكالة من آثار يورانيوم مخصب على بلدان المنشأ التي استوردوا منها تجهيزاتهم النووية[39]ــ على الأرجح باكستان. من ثم ملاحظة باتريك كلاوسون، الضليع في الشأن النووي الإيراني وأحد مؤلفي كتاب “وقوفاً على طموحات إيران النووية": إن كان هذا صحيحاً فمفاده أن إيران تتمتع بدعم خارجي لا يستهان به وأنها قد نجحت في مواراة هذا الدعم"[40].

فيما بعد، اعترف العلماء الإيرانيون بما يختبرونه من عمليات فصل كيميائي للبلوتونيوم. وكما هو معروف فإن البلوتونيوم ـ 210 يستعمل لإطلاق سلسلة التفاعلات التي تؤدي إلى تفجير القنبلة النووية[41]. وعلى الرغم من أن المسؤولين الإيرانيين أكدوا لمسؤولي وكالة الطاقة الدولية بأنهم لن يلبثوا أن يتوقفوا عن تخصيب اليورانيوم فهم لم يلتزموا بذلك[42]. مرة أخرى كذبت إيران لتربح فترة سماح دبلوماسية جديدة. في العاشر من آب/أغسطس 2004 صرح خرازي بأن إيران لن تستأنف تخصيب اليورانيوم إلا في حال اقتضت المصالح الإيرانية العليا ذلك[43]. ورغم أن شيئاً ذا بال على هذا المستوى لم يطرأ، فإن فترة التوقف عن التخصيب لم تدم إلا سبعة أسابيع فقط ــ اللهم إلا إن اعتبرنا أن تورط القوات الأميركية المنتشرة في العراق في حربها الدامية على المتمردين، وتحطيم أسعار النفط أرقاماً قياسية، وفرا لطهران وضعاً جيوسياسياً آمن من الذي كان سائداً إذ وعدت بوقف التخصيب. هنا أيضاً، ومن وجهة نظر غربية، سيان أكان خرازي قد وعد على بينة أم على غير بينة. في نيسان/أبريل 2004 عثر مفتشو وكالة الطاقة الذرية مجدداً على آثار يورانيوم ذي استعمالات عسكرية في منشآت نووية أخرى[44]. مقول القول أن إيران كذبت مجدداً. وفي 24 أيلول/سبتمبر 2004 انعقد مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، وبعد أن ذكّر بسلسلة الأكاذيب الإيرانية خلص إلى أن عدم التزام إيران بعددٍ من تعهداتها الخاصة بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية يشكل خروجاً على هذه المعاهدة[45]).

وحتى عندما لا تكذب طهران صراحة فهي تستمر في خرق روح معاهدة الحد بعدم إبرامها البروتوكول الإضافي، رغم توقيعها عليها. فمكان إيران بين بين من هذا البروتوكول يجعلها تستفيد مما يتيحه من تبادل تكنولوجي دون أن يلزمها الانصياع لقواعد التفتيش والتحقق الصارمة التي ينص عليها[46]. فضلاً عن ذلك فإن السلطات الإيرانية تنكث بوعدها الالتزام بمندرجات هذا البروتوكول الإضافي خلال الفترة الفاصلة بين التوقيع عليه وإبرامه[47]، وهذا ما كان مطلع هذا العام عندما نقلت وكالة أسوشيتد برس أن السلطات الإيرانية رفضت السماح لمفتشي الوكالة بتفقد منشأة ناتنز النووية مما يشكل خرقاً لمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية[48].

خاتمة

في السادس والعشرين من آب/أغسطس 1987 وقف الرئيس رونالد ريغان، خلال لقاء في مركز بلدي بكاليفورنيا، مرافعاً عن دبلوماسيته النووية وعن الاتفاق مع السوفيات. مما قاله يوم ذاك: “إننا على وشك توقيع اتفاقٍ تاريخي يمكن أن ينتهي إلى إزالة جميع أنواع الصواريخ. إن توصلنا الى توقيع هذه المعاهدة فواجبنا ألا نتوكل على الثقة فقط ولكن أن نتحقق بأنفسنا من أن هذا الاتفاق يوضع موضع التنفيذ؛ وعلى ما يقول الروس أنفسهم: “ثق ولكن تحقق”. هذا ما يجب علينا أن نفعله"[49].

لقد نجحت دبلوماسية الرئيس ريغان، علماً أن الاتحاد السوفييتي يوم ذاك كان أعتى قوةً مما هي عليه إيران اليوم. وإذ نجحت تلك العملية الدبلوماسية فلأن البيت الأبيض لم يكتف باعتماد الدبلوماسية في سبيل الدبلوماسية، بل لأنه حرص على وضع جملة من الآليات تتيح التحقق من أن موسكو تلتزم بوعودها. في ما يخص البرنامج النووي الإيراني يبدو أن العكس هو ما يجري: طهران تقطع الوعود بالجملة ولكن ليس من يتحقق من التزامها بهذه الوعود.

وإذ تفترض الدبلوماسية أن يفاوض طرف ما خصومه، فمن الخطورة بمكان أن يفترض المرء أن واشنطن وطهران تتبعان قواعد اللعبة نفسها. فمن أول أمرها، استهانت الجمهورية الإسلامية بأعراف العلاقات الدولية وبالدبلوماسية. لقد هدف خميني إلى إنشاء تيوقراطية مبناها على مبادئ العقيدة الشيعية؛ وبهذا المعنى فما خلفه من أدبيات يضيء على سياسة الجمهورية التي أرسى أسسها. في عددٍ من المؤلفات التي وضعها يتحدث خميني مطولاً عن التقية، وفي سلسلة من المحاضرات ألقاها في النجف في 1970 مفصلاً فيها ما يسميه مؤامرات الغرب، يؤكد خميني مراراً على ضرورة التوسل بالتقية[50]. ورغم أن العديد من المحللين لا يلقون بالاً إلى مبدأ التقية هذا، ورغم أن العديد من الأكاديميين يرذلون الحديث عنه وعن تطبيقاته من خشية اتهامهم بإعطاء فكرة سلبية عن إيران، فإن مبدأ التقية، شئنا أم أبينا، يلقي بظلاله على الدبلوماسية الإيرانية. فعندما يحدق خطر ما بالجمهورية الإسلامية(51)، فإن قادتها لا يستشعرون ضرورة التوسل بالكذب فقط ولكنهم يجدون أنفسهم معذورين في ذلك. من وجهة نظر دينية وسياسية، الغايات تبرر الوسائل. كذلك فخميني لم يتلعثم ولا رأى من ضير إذ صرح عشية الثورة لصحيفة الغارديان: “لست في وارد الإمساك بزمام الحكومة... آخر همي أن أصل إلى السلطة"(52). لعل طهران أن تستمر باعتماد الدبلوماسية طمعاً بالمزيد من الحوافز والجوائز، ولعلها أن تطالب بالمزيد من الاعتذارات وأن تلوذ ببلاغة الاستضعاف لنيل المزيد من التنازلات ولتحسين مواقعها ولكن، في النهاية النهاية، الدبلوماسية الإيرانية منافقة منافقة والقيادة الإيرانية لن ترعوي عن شيء، من قول أو فعل، كسباً لما تحتاجه من وقت لامتلاك القدرة النووية.

(1) ستيفن لي مايرز، “روسيا تعتبر أن فرض عقوبات على إيران سابق لأوانه"، نيو يورك تايمز، 25 آب/أغسطس 2006؛ ماغي فارلي، “الولايات المتحدة تسعى إلى وقف إيران عند حدها"، لوس انجلوس تايمز، 26 آب/أغسطس 2006.

(2) Warren Christopher, ed., American Hostages in Iran (New Haven: Yale University Press, 1985), 11.
وارن كريستوفر، إعداد، الرهائن الأميركيون في إيران.

(3) جون م. كوشكو وج. ب. سميث، “حكومة بازركان تستقيل؛ مساعدو كارتر الأمنيون يجتمعون مرتين”. لاحقاً نشر أحد أعضاء مجلس الأمن القومي آنذاك، جاري سيك، وصفاً للاجتماع في مقالته “الخيارات العسكرية والضوابط” المنشورة في: الرهائن الأميركيون في إيران، ص. 144 ــ 147.

(4) Massoumeh Ebtekar, Takeover in Tehran: The Inside Story of the 1979 U.S. Embassy Capture (Vancouver: Talon Books, 2000), 86.
معصومة ابتكار، غزوة طهران ــ رواية من الداخل عن احتلال السفارة الأميركية 1979.

(5) ذات حين طلب المسؤولون الإيرانيون من الرئيس جيمي كارتر الاعتذار لإيران لضمان إطلاق الرهائن.
أنظر:
)Scott Armstrong, “Top-Secret ‘Iran Papers’ Outline Role of U.S. There,” Washington Post, September 19, 1980
سكوت آرمسترونغ، “وثائق سرية عن إيران تبين مدى التدخل الأميركي في شؤون هذا البلد، الواشنطن بوست، 19 أيلول/سبتمبر 1980)

في العام 1999 طالبت الحكومة الإيرانية الرئيس بيل كلينتون بالاعتذار عن قيام قوات أميركية بإسقاط طائرة ركاب إيرانية في العام 1988. يذكر أن الرئيس رونالد ريغان كان قد أبدى أسفه لهذا الحادث قبل نحو عقد من الطلب الإيراني. في 17 آذار/مارس 2000 اعترفت وزيرة الخارجية الأميركية بالمسؤولية عن عدد من الأعمال من مثل قيام الولايات المتحدة بدعم انقلاب عام 1953 على رئيس الوزراء محمد مصدق، وعن دعم الولايات المتحدة طوال ربع قرن نظام الشاه، وعن دعم الولايات المتحدة للعراق خلال الحرب العراقية الإيرانية (أنظر ملاحظات وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت أمام المجلس الأميركي الإيراني، 17 آذار/ مارس 2000، واشنطن، مكتب الناطق الإعلامي، وزارة الخارجية). يذكر أيضاً أنه بعد عامين على ذلك كرر الرئيس الإيراني محمد خاتمي مطالبة الولايات المتحدة بالاعتذار عن أخطاء الماضي (وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية، 14 تموز/ يوليو 2002).

(6) نورا بستاني، “مجلة لبنانية تزعم ان ماكفارلين زار طهران سراً"، الواشنطن بوست، 4 تشرين الثاني/نوفمبر 1986؛ ستانلي ريد، “خرقة بيروت: مجلة الشراع"، ذي نايشون، 20 كانون الأول/ديسمبر 1986.

(7) John Tower, The Tower Commission Report (New York: Bantam, 1987), 51.
جون تاور، تقرير لجنة تاور.

(8) جوناثان راندال، “روائي يعتذر إلى المسلمين"، الواشنطن بوست، 18 شباط/فبراير 1989. يذكر أن العديد من الكتاب العرب والإيرانيين أبدوا استهجانهم لموقف القيادة الإيرانية من سلمان رشدي. أنظر:
Pour Rushdie: Cent Intellectuels Arabes et Musulmans pour la Libertי d’Expression (Paris: La Dיcouverte, 1993).
دفاعاً عن رشدي: مائة مثقف عربي ومسلم يرافعون عن حرية التعبير.

(9) يان بلاك، “رشدي يخترق الحواجز"، الغارديان البريطانية، 25 أيلول/سبتمبر 1998.

(10) “رشدي رهن الوعيد مجدداً"، الفاينانشل تايمز، 15 شباط/فبراير 1999.

(11) “غلاة إيران يعتبرون أن رشدي ما يزال عرضة للقتل"، وكالة الصحافة الفرنسية، 13 شباط/ فبراير 2005.

(12) “إيران توافق على المساعدة على الكشف عن مصير الطيار رون أراد” (وكالة الصحافة الفرنسية، 28 تشرين الثاني/نوفمبر 1995).

(13) إيران تنفي المساعدة في الكشف عن مصير الطيار الإسرائيلي (وكالة الصحافة الفرنسية 11 تشرين الثاني/نوفمبر 1996).

(14) صحيفة آفتاب يزد الإيرانية، 8 أيار/مايو 2004؛ “إغلاق مطار طهران الجديد مستمر"، وكالة أنباء فارس، 11 أيار/مايو 2004؛ كارل فيك، “صدام سياسي على مدرجات مطار طهران"، الواشنطن بوست، 10 آب/أغسطس 2004.

(15) “إيران تستعد لإعادة افتتاح مطارها الجديد"، صحيفة غلف ديلي نيوز البحرينية، 3 آذار/مارس 2004.

(16) “الحكومة الإيرانية تواجه اعتراضات بشأن استثمارات تركية"، توركيش دايلي نيوز، 28 تموز/يوليو 2004. محسن أصغري وغاريت سميث، “المحافظون يستعرضون عضلاتهم في البرلمان الإيراني الجديد"، فاينانشل تايمز، 24 أيلول/سبتمبر 2004؛ “توركسيل تنشر تيويماً لتطور استثمارها في إيران"، وايرلس نيوز (Wireless News)، 25 أيلول/سبتمبر 2004. “إيرانسل تستعيض عن شركة توركسيل بشركة أم تي أن الجنوب إفريقية"، وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية، 11 أيلول/سبتمبر 2005.

(17) مكتب أمين عام الأمم المتحدة، “وقائع المؤتمر الصحافي مع وزير الخارجية كمال خرازي” (مؤتمر صحافي، طهران، إيران، 26 كانون الثاني/يناير 2002).

(18) CFR.org, “Flynt Leverett: Bush Administration ‘Not Serious’ about Dealing with Iran,” Council on Foreign Relations interview, March 31, 2006.
“فلينت ليفيريت: إدارة بوش ليست جادة في التفاوض مع إيران"، 31 آذار/مارس 2006.

(19) Bill Samii, “Tehran Continues Afghan ‘Psyops,’” Radio Free Europe/Radio Liberty Iran Report, January 28, 2002.
بيل سامي، “إيران تواصل حربها النفسية في أفغانستان"، راديو أوروبا الحرة/تقرير إذاعة إيران الحرة، 28 كانون الثاني/يناير 2002.

(20) دوغلاس جيل، “أمة أمام التحدي: المؤثرات الخارجية"، نيو يورك تايمز، 9 آذار/مارس 2002.

(21) علي نوري زاده، “الحرس الثوري يرافق مقاتلي «المجلس الأعلى للثورة الإسلامية» وحزب الدعوة في عبور الحدود إلى العراق"، "، الشرق الأوسط، 25 نيسان/أبريل 2003.

(22) آري فلايشر، الإيجاز الصحافي للبيت الأبيض، 23 نيسان/أبريل 2003.

(23) “طهران تعترض رسمياً لدى الولايات المتحدة على توقيف إيرانيين في العراق"، وكالة الصحافة الفرنسية، 23 تشرين الأول/أكتوبر 2003.

(24) علي نوري زاده، “مسؤول إيراني فار: استخباراتنا أنشأت 18 مكتباً سرياً في العراق"، الشرق الأوسط، 3 نيسان/أبريل 2004.

(25) علي نوري زاده، “مصدر إيراني: الحرس الثوري درب 1000 من أنصار مقتدى الصدر على حرب العصابات والتفجيرات"، الشرق الأوسط، 3 نيسان/أبريل 2004.

(26) همبستگی (طهران)، 18 نيسان/أبريل 2004.

(27) مايكل هوارد، “الأزمة العراقية: الانقسام يتعمق فيما القبض يلقى على إيرانيين يقاتلون في صفوف الصدر"، صحيفة الغارديان، 13 آب/أغسطس 2004. في السياق نفسه نقل نوري زاده “أن قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني العميد قاسم سليماني اضطر للإقرار بأن طهران تقدم تسهيلات للأصولي الأردني المتشدد أبو مصعب الزرقاوي المتهم بتدبير معظم الهجمات والعمليات الانتحارية في العراق” (علي نوري زاده، " قائد عسكري إيراني يقر بتقديم تسهيلات للزرقاوي"، الشرق الأوسط، 11 آب/أغسطس 2004).

(28) إذاعة الجمهورية الإسلامية في إيران، 13 آب/ أغسطس 2004.

(29) جوناثان فينر وإللين كنيكماير، “موفد يتهم إيران بالازدواجية بشأن العراق"، الواشنطن بوست، 24 آذار/مارس 2004.

(30) الاستعمال السلمي للطاقة الذرية في الإستراتيجية الإيرانية"، وكالة أنباء فارس، 28 آب/أغسطس 2006.

(31) وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية، 14 كانون الأول/ديسمبر 2001.

(32) “غلاة المسؤولين الإيرانيين يقولون إن طهران سوف تنتج السلاح الذري"، IranMania.com، 14 شباط/فبراير 2005.

(33) وكالة أنباء بازتاب، 29 أيار/مايو 2005.

(34) كولين فريمن وفيليب شيرويل، “فتوى إيرانية تؤيد استخدام السلاح النووي"، ديلي تيليغراف، 19 شباط/براير 2006. لاحقاً تراجع شرفيان عن تعليقاته (وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية، 21 شباط/فبراير 2006).

(35) غلين كسلر، “المنشآت النووية الإيرانية تقلق المسؤولين الأميركيين"، الواشنطن بوست، 14 كانون الأول/ديسمبر 2002. في مبادرة تحد للأمم المتحدة، بدأت الحكومة الإيرانية تشغيل منشأة خنداب في 26 آب/أغسطس 2006. (علي أكبر داريني، “تحدياً للأمم المتحدة، إيران تفتتح مفاعلاً نووياً"، وكالة أسوشيتد برس، 26 آب/أغسطس 2006).

(36) تصريح لكمال خرازي نقلته البي بي سي، “إيران تتحدى بشأن مشاريعها النووية"، 4 كانون الأول/ديسمبر 2002.

(37) الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مجلس الحكام، “في تطبيق الجمهورية الإسلامية في إيران لقواعد معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية”.
GOV/2003/40, June 6, 2003.

(38) المصدر نفسه.

(39) المصدر نفسه، GOV/2003/63, August 26, 2003.

(40) Patrick Glawson, “Gaining Support for Action on Iran’s Nuclear Program,” Policy Watch 784 (Washington Institute for Near East Policy, Washington, D.C., August 27, 2003).
باتريك غلاوسون، “مزيد من التأييد للتحرك ضد برنامج إيران النووي”.

(41) الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مجلس الحكام، “في تطبيق الجمهورية الإسلامية في إيران لقواعد معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية”.
GOV/2004/11, March 13, 2004

(42) المصدر نفسه، GOV/2004/60, September 1, 2004
في تشرين الثاني/نوفمبر 2004 وافقت السلطات الإيرانية مجدداً على التوقف عن التخصيب؛ في 15 آب/أغسطس 2005 أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد استئناف التخصيب استئنافاً “لا رجعة عنه” (وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية، 15 آب/أغسطس 2005).

(43) “الخارجية تعلن وقف برنامج تخصيب اليورانيوم"، وكالة دويتش برس أجنتور الألمانية في 10 آب/أغسطس 2004 نقلاً عن وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية.

(44) لويس شاربونو، “العثور على المزيد من اليورانيوم ذي الاستعمال العسكري في إيران"، وكالة رويترز، 2 نيسان/أبريل 2004.

(45) الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مجلس الحكام، “في تطبيق الجمهورية الإسلامية في إيران لقواعد معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية”.
GOV/2005/77, September 24, 2005.

(46) Chen Zak, Iran’s Nuclear Policy and the IAEA: An Evaluation of Program 93+2 (Washington: Washington Institute for Near East Policy, 2002), 10-18;
شين زيك، “سياسة إيران النووية والوكالة الدولية للطاقة الذرية: تقييم لبرنامج 93 + 2"
الوكالة الدولية للطاقة الذرية، “إيران توقع على بروتوكول حظر الانتشار النووي"، 18 كانون الأول/ديسمبر 2003.

(47) الوكالة الدولية للطاقة الذرية، “إيران توقع على بروتوكول حظر الانتشار النووي"، 18 كانون الأول/ديسمبر 2003.

(48) مايكل سلاكمان، “مع اقتراب الاستحقاقات الزمنية، إيران على تعنتها بشأن برنامجها النووي"، نيو يورك تايمز، 22 آب/أغسطس 2006.

(49) “مقتطفات من خطاب الرئيس في كاليفورنيا حول العلاقات الأميركية/السوفييتية"، نيو يورك تايمز، 27 آب/أغسطس 1987.

(50) روح الله الخميني، الحكومة الإسلامية، منشورات الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان، ب.ت.

(51) لا سبيل إلى تحاشي الضغط الذي تشعر به الجمهورية الإسلامية أو إلى الحد منه. هذا الضغط لا شأن له بالتدخل الأميركي في أفغانستان أو العراق؛ فالبرنامج النووي الإيراني سابق على التدخل ذاك هنا وهناك. بيت القصيد، في أول الأمر ونهايته، هو في أن الجمهورية الإسلامية ليست قوة مكتفية بما هي عليه. الجمهورية الإسلامية لا تني عن محاولاتها تصدير إيديولوجيتها وترى في أي محاولة لصدها عن ذلك عملاً عدوانياً موجهاً إليها.

(52) صحيفة الغارديان (المؤتمر الصحافي لآية الله خميني في 16 تشرين الثاني/نوفمبر1978) نقلاً عن:
Jalal Matini, “The Most Truthful Individual in Recent History,” Iranshenasi 14, no. 4 (Winter 2003).

Michael Rubin is a senior fellow at the American Enterprise Institute, where he specializes in Middle Eastern countries, particularly Iran and Turkey. His career includes time as a Pentagon official, with field experiences in Iran, Yemen, and Iraq, as well as engagements with the Taliban prior to 9/11. Mr. Rubin has also contributed to military education, teaching U.S. Navy and Marine units about regional conflicts and terrorism. His scholarly work includes several key publications, such as “Dancing with the Devil” and “Eternal Iran.” Rubin earned his Ph.D. and M.A. in history and a B.S. in biology from Yale University.
See more from this Author
Trump Is a Consummate Deal-Maker, and Iranian Officials Signal They Are Ready for a Deal
When Islamabad Takes Inspiration from Ankara, Terrorism Thrives, Democracies Suffer, and the World Becomes Far Less Safe
The Election of Lebanese Armed Forces Chief Joseph Aoun to Be Lebanon’s President Puts an Opponent to Hezbollah at Lebanon’s Helm
See more on this Topic
I recently witnessed something I haven’t seen in a long time. On Friday, August 16, 2024, a group of pro-Hamas activists packed up their signs and went home in the face of spirited and non-violent opposition from a coalition of pro-American Iranians and American Jews. The last time I saw anything like that happen was in 2006 or 2007, when I led a crowd of Israel supporters in chants in order to silence a heckler standing on the sidewalk near the town common in Amherst, Massachusetts. The ridicule was enough to prompt him and his fellow anti-Israel activists to walk away, as we cheered their departure. It was glorious.